العلاج الطبيعي لآلام الظهر
العلاج الطبيعي لآلام الظهر
متى يوصى بالعلاج الطبيعي للظهر؟
قد يَعتبر العديد من الأفراد العلاج الطبيعيّ أو الفيزيائيّ (Physical therapy) من الكماليات التي يُمكن الاستغناء عنها بالعلاجات التقليديّة وبعض الأدوية، إلا أنّه في الحقيقة جُزء أساسيّ من العلاج في كثير من الحالات، ومن بينها آلام الظهر المُختلفة، إذ يلجأ الأطباء للعلاج الطبيعيّ في حال المُعاناة من ألم الظهر لفترة تزيد عن أسبوعين مُتتالين،[١] أو في حال تعارَض الألم مع أنشطة الفرد وأعماله اليوميّة، ولا يكون اختيار نوع العلاج بالضبط عبثيًا، وإنّما بعد تحديد تاريخ الفرد المرضيّ وطبيعة الأعراض التي يُعاني منها، ودرجة تأثّرها بأنواع الحركات المُختلفة ومدى قُدرة المرء على تحريك الظهر وتحديد قوّته، ليختار بعدها المُعالِج الخطة العلاجيّة الأنسب.
ما فوائد العلاج الطبيعي للظهر؟
لدينا في مركز الصفوة الأولى الطبي علاج الطبيعيّ المُتّبع في التعامل مع مُشكلات الظهر على تقليل ألم الظهر قدر الإمكان، بالتزامن مع زيادة قُدرة المُصابين على أداء الأعمال والأنشطة التي كانت محدودة بسبب الألم، مع أهميّة الالتزام ببرمانج علاجيّ دائم يحمي إلى حدٍّ كبير من احتماليّة الإصابة بمُشكلات الظهر المُختلفة مُستقبلًا، ولذا فإنّ أهداف العلاج الطبيعيّ تتضمّن فوائد علاجيّة ووقائيّة أيضًا، ويكون ذلك بواسطة نوعين رئيسين من أنواع هذا العلاج، وهما:العلاج الطبيعيّ النشط (Active physical therapy)، الذي يتضمّن مجموعة من التمارين الرياضيّة وتمارين التمدّد المُختلفة، التي تهدف لتقوية العضلات الداعمة للعمود الفقريّ وعضلات البطن المسؤولة عن دعم وضعية الجسم الكاملة، وبذلك تزيد من الحماية المتوفّرة لفقرات العمود الفقريّ والصفائح فيه. العلاج الطبيعيّ غير النشط (Passive physical therapy)، وهو ما يُقدّمه ويُطبّقه المُعالِج للفرد بهدف العلاج؛ مثل الكمادات الباردة، التي تهدف لتسكين العضلات والأنسجة بعد مُمارسة التمارين، أو الكمادات الساخنة التي تهدف لتهيئة العضلات وإحمائها قبل إجراء التمارين المُختلفة.
ما أساليب العلاج الطبيعي للظهر؟
تختلف أساليب العلاج الطبيعيّ المُتّبعة للتقليل من آلام الظهر من فرد لآخر، ووفق ما يراه المُعالِج مُناسبًا لكلّ حالة، ولكن في مُعظم الأحيان يُستخدم واحد أو أكثر من الأساليب العلاجيّة الآتية:[٤] التحريك (Mobilization)، وهو يتضمّن مجموعة مُختلفة من الحركات والتمارين البطيئة، التي تتضمّن لفّ ودفع أو سحب العظام والمفاصل، بما يُساعد على إعادتها لوضعيتها السليمة ومنحها المرونة اللازمة بهدف التقليل من آلام الظهر المُرتبطة بها. التدليك (Massage)، وهو من الأساليب المُتعارف عليها للعلاج الطبيعيّ، وتستهدف الأنسجة اللّينة في الظهر، إذ تقليل الألم بإرخاء العضلات وتحسين الدورة الدمويّة. المُعالجة (Manipulation)، التي تختلف نوعًا ما عن الوسائل الأخرى، إذ يقوم المُعالِج بالضغط بيديه على أماكن مُعيّنة من الجسم، وقد يلجأ لاستعمال أجهزة وأدوات مُعيّنة لتحقيق الضغط المطلوب، الذي يتراوح ما بين الخفيف والقوّي، أو السريع والبطيء.
ما موانع اللجوء للعلاج الطبيعي للظهر؟
من الضروريّ أن يكون العلاج الطبيعيّ تحت إشراف مُعالِج مُتمرّس وقادر على تحديد التمارين المُناسبة والمُختلفة ما بين كل فرد وآخر، وأن تتماشى مع الأسباب المُختلفة والمُرتبطة بآلام الظهر وتُراعيها، إذ إنّ هنالك بعض الحالات التي لا يُفترض بها أداء بعض من أنواع العلاج الطبيعيّ؛ مثلما يحدث مع المُصابين بهشاشة العظام، أو من يُعانون من وجود أورام في الظهر، أو من تعرّضوا لكسور تتعارض مع هذا العلاج، إلا أنّه ومن ضمن الخطّة العلاجيّة المُتّبعة ترقّب ومُتابعة تأثيره على الفرد، واستجابة الأعراض التي يُعاني منها له، وتعديلها بما يُقلّل قدر الإمكان من أيّ مُضاعفات أو آثار سلبيّة مُحتملة.
هل يُمكن أداء تمارين العلاج الطبيعي في المنزل؟
يُفضّل دائمًا استشارة الطبيب في مركز الصفوة الأولى الطبي قبل اللجوء لأداء أيّ تمارين مُعيّنة وبنمط مُحدّد لعلاج آلام الظهر؛ حتّى لا يتعارض أداؤها مع أيّ مُشكلات أو أمراض يُعاني منها الفرد، ولكن ثمّة مجموعة من الإجراءات البسيطة التي تُساهم في دعم العضلات وتقويتها وزيادة تحمّلها
الجلوس بوضعية سليمة، وذلك بأن يكون الظهر مُستقيمًا ومُلامسًا لظهر الكرسيّ، وفي حال الشعور بتصلّب الظهر أو تيبّسه يُمكن ثنيه 5-10 مرّات للتقليل من ذلك الشعور. الحفاظ على وضعية الظهر السليمة، عند الوقوف أو المشي أو أثناء القيام بالأعمال المُختلفة، والاستجابة للشعور بالحاجة لتغيير الوضعيّة، سواء أكان ذلك بالشعور بالألم أم بتيبّس الظهر. أداء بعض تمارين التمدّد البسيطة؛ للتقليل الجهد على العضلات أثناء العمل، وذلك بالقيام بكلّ ممّا يأتي: إدارة الرأس للجانب نحو الكتف الأيمن، 10 مرّات، وتكرار التمرين للجانب الأيسر. ثني الرأس نحو الأسفل، بحيث يُصبح الذقن قريبًا للصدر، 10 مرّات. ثني الرأس نحو الأسفل، بحيث يُصبح الذقن قريبًا للصدر وإرجاع الرأس بعدها ببطء للخلف، 10 مرّات. إرجاع الكتفين نحو الخلف، بحيث يتقارب لوحي الكتف من بعضهما البعض، 10 مرّات. تدوير الكتفين للخلف، 10 مرّات. جعل جهاز الحاسوب على نفس مستوى العينين عند العمل على الحاسوب أو عند القراءة. تفادي النظر لأسفل لفترات طويلة مُتواصلة؛ مثلما يحدث عند الخياطة أو الكتابة اليدوية، وأخذ استراحة لتغيير وضعية العمل أو الجلوس .
ما الحالات الأخرى التي يمكن التعامل معها بالعلاج الطبيعي؟
لا يقتصر العلاج الطبيعيّ على التقليل من آلام الظهر، وإنّما يُوصي به الأطباء من تخصّصات مُختلفة للتعامل مع حالات مُتعدّدة أُخرى، والمُساهمة في علاجها، مُشكلات واضطرابات اليدين؛ مثل المُساهة في علاج المُصابين بمُتلازمة النفق الرسغيّ. الإصابات الرياضية المُختلفة؛ مثل مرفق لاعب التنس، وارتجاج الدماغ. أمراض القلب والرئتين؛ مثل التليّف الكيسيّ، والانسداد الرئويّ المُزمن (COPD)، أو ما بعد الإصابة بالنوبة القلبيّة. أمراض واضطرابات الأعصاب؛ مثل إصابات الحبل الشوكيّ، وإصابات الدماغ، والتصلّب اللويحيّ، أو الجلطات الدماغيّة، ومرض باركنسون. اضطرابات الأطفال؛ مثل الضمور العضليّ أو الشلل الدماغيّ.